عودةالى الصفحة الرئيسية 

	      تنويمة الجياع         محمد مهدي الجواهري 

       نامي جياع الشعب نامي          حرستك الهة الطعام
 	 نامي فأن لم تشبعي       من يقظة فمن المنام
    	 نامي على زُبد الوعود     يُداف في عسل الكلام
    	 نامي تصحي نِِعم نو        م المرء في الكُرب الجسام
     	 نامي على حُمة القنا          نامي على حد الحسام
   	 نامي الى يوم النشو       ر ويوم يُؤْذن بالقيام
   	 نامي على مهد الاذى          وتوسدي خد الرُغام
   	 نامي فقد غنى الـ          ـه الحرب الحان السلام
    	 نامي كعهدك بالكرى          وبلطفه من عهد حام
   	 نامي وسيري في منا     مك   ما استطعت الى الامام
    	 نامي على تلك العظا       ت الغر من ذاك الإمام
    	 يوصيك ان لا تطمعي           من مال ربك في حطام
     	 يوصيك ان تدعي المباهج       واللـذائـذ للـئـام
     	 وتعوضي عن كل ذ            لك بالسجود وبالقيام
   	 نامي على الخطب الطِوا    ل من الغطارفة العظام  
    	 نامي على البَرص المب يٌـ      ض من سوادك والجُذام
    	 نامي فكف الله تغسـ          ل عنك ادران السٌَقام
    	 تيهي بأشباه العصا           ميين منك على عصام
    	 الرافعين الهام من             جثث فََرَشْتِ لهم وهام
    	 والواحمبن ومن دما          ئك يرتوي شَرَهُ الوحام
    	 نامي فنومك خير ما            حمل المؤرخ من وسام
    	 نامي تريحي الحاكميـ        ن من اشتباك والتحام
    	 نامي فجلدك لايطيـ        ق اذا صحا وقع السهام
    	 نامي وخلي الناهظيـ      ن لوحدهم هدف الروامي
    	 نامي وخلي اللائميـ         ن فما يضيرك ان تُلامي
    	 نامي يُرَح بمنامك الز        عمـاء من داء عُـقام
    	 نامي على جور كما       حُمِل الرضيع على الفطام
    	 نامي اليك تحيتي              وعليك نائمة سـلامي
 
 
         


 
يا أُمَّ عوفٍ محمد مهدي الجواهري 


يُـــدنـيـنَ أهـــــواءنا القصوى ويُقصينا 
يا ( أم عوفٍ ) عــجــيــبـــاتٌ ليــاليــنا 

يُنزلن ناســـاً على حـــكـــــمٍ ويعلينا 
في كـــل يـــومٍ بلا وعـــيٍ ولا سببٍ 

عــــــذباً بــعــلــقــم دمـعٍ في مآقينا 
يَدفن شــــهــدَ ابتسامٍ في مراشفنا 

لنا المـــقــاديــرُ مــــن عُقبى ويدرينا 
يا ( أم عوفٍ ) ومــــا يُـــدريك ما خبأت 

تَطوافُنا .. ومــــتى تُلقى مـــراسينا؟ 
أنَّــى وكـــيـــف ســيرخي من أعنتنا 

بيتٌ من ( الشَـــعَـــرِ المفتول ) يؤوينا 
أزرى بأبيات أشـــعـــــارٍ تـــقاذفـــــنا 

فــتــجــتــويــنــا .. ونُعــلــيـها فتُدنينا 
عِـــشـــنـا لها حِـــقــبــاً جُلى ندلَّلُها 

وتـســتـقــي دمــنا مـحـضـاً وتُظمينا 
تــقـــتــات من لحـمــنا غضاً وتُسغِبنا 

هـــنا وعــــندك أضـــيافــــنا تَلاقــيـنا 
يا ( أم عــــــوفٍ ) بلوح الغيب موعدنا 

فــي كــلِّ يــومٍ بـمــومـــاةٍ ويــرمــينا 
لم يــبــرح العــامُ تِــلوَ العــامِ يَقــذِفنا

مــصـــعِّـــــدين بأجـــــواء شــــواهينا 
زواحـــفاً نــرتــمــي آنـــاً .. وآونــــــةً 

للـــريح تـــنـشُرنا حـــــيناً وتـــطــوينا 
مُزعـــزعـــين كـــأن الجــــنَّ تُسلمنا 

رأد الضــحى والنــدى والرمل والطينا 
حـــتى نـــزلنا بــســاحٍ منك مُحتضِنٍ 

للشــمــس تجـــدع منه الريح عرنينا 
مفيئٍ بالجــــواء الطـــــلق مُنصـــلتٍ 

والنـــجــم يــســمـح من أعطافه لينا 
خِــلــتُ الســمـــاء بـها تهوي لتلثمهُ 

كـــاد التـــصـــرُّمُ يــلـويــــه ويــلــوينا 
فيه عـــطـــفنا لمــيدانِ الصِّــبا رسناً 

آه عــــلى عــــابثٍ رَخْـــــصٍ لماضينا 
يا ( أم عـــــــــــــــوفٍ ) وما آهُ بنافعةٍ 

شـــمـــس الربــيــعِ وأهدته الرياحينا 
عــــلى خـــضيــلٍ أعـــــارته طلاقتها 

بالمـــنِ تــنــطِـــفُ والســلوى ليالينا 
ســـالتْ لِطـــافـاً به أصباحنا ومشتْ 

حِـــــيــناً .. ونـــعـــثرُ في أذياله حِينا 
ســـمـــحٍ نجـــــرُ بــه أذيالنا مــــرحاً 

وجـــــائرِ القـــصـــدِ ضِلِّيلٍ ويــهـــدينا 
آهٍ عـــلى حــــائرٍ ســــاهٍ ويرشــــدنا 

ويــســـتــبـدَّ بنا - أقــصـــى أمـــانينا 
آهٍ عــــلى مـــلــعــبٍ - أن نستبدَّ به 

نـــطــيـــر رهوا بما اسطاعت خوافينا 
مـــثـــل الطــيــورِ وما ريشتْ قوادمنا 

ومـــن رفـــيـــف الصِّــــبا فـيه أغانينا
من ضحكة السَّحَرِ المشبوبِ ضحكتنا 



خــــيرَ الطــــباعِ وكــــاد العقل يردينا 
يا أم عــــــوفٍ وكاد الحلمُ يسلبنا 

مــن التـجــاريـب بِــعــناها بعـشــرينا 
خــمــســون زلــت مــلـيئاتٍ حقائبها 

كـــانت ، وآمــــنة العـــقــبى مهاوينا 
يا ( أم عــــــــوفٍ ) بـــريئاتٍ جــرائرنا 

مـــن الفــحــاوي ولا ندري المضامينا 
نــســـتـــلهمُ الأمــــرَ عفواً لا نخرِجُهُ 

كـــمـــا يَــحُــــــــلُّ تـــــلاميذٌ تمارينا 
ولا نـــعــانــي طــــوِّياتٍ مــعــقـــــدةً 

فــيمـا تــصــرفــنـا مــنـهـا وتُــثـنـيـنـا 
نـــأتي الــمـــآتـي مــن تلقاء أنفسنا 

أو نـرتــدعْ فـبــمـحــضٍ مـن نـواهـيـنا 
إنْ نـنـدفــع فـبـعـفـوٍ مـن نــوازعـــنــا 

غــدراً
لا الأرض كــانت مُــغــواةً تــلــقــفــنا 

أو ارتــكــضــنـا أقــلّــتــنــا مــذاكــيـنا 
إذا ارتــكــســـنـا أغــاثـتـنـا مـغــاوينا 

عُـــدنا غُـــزاةً ، وإن طــاشت مرامينا 
أو انـصــببنا عــلى غــايٍ نـحــاولـهــا 

أنَّا نـخــاف عـلـيــها مـن مــسـاويـــنا 
كانت مــحـــاسننا شتى .. وأعظمُها 

وتـــقـــتــفــيها عــلى قــدْرٍ مـعاصينا 
واليــومَ لم تـألُ تـسـتشري مطامحنا 

وعـــاد غـمْـــزاً بـنـا مــا كـان يــزهونا 
يا ( أم عــوفٍ ) أدال الدهــــرُ دولتنا 

وغـــاب نــجـــمُ شــبـابٍ كــان يهدينا 
خــبا مــن العـــمـــر نـــوءٌ كان يَرزُمنا 

في الهاجــــرات فــيــرويـنـا ويُصــفينا 
وغــاضَ نــبــعُ صـفا كـنَّــا نـــلـــوذ به 

آهٍ عــلـى حــقــبــةٍ كـــانـت تـعـانـينا 
يا ( أم عـــــــوفٍ ) وقد طال العناء بنا 

كـــنا نــجـول ُ بـه غــراً مــيـامــيــنـــا 
آه عــلى أيـمـنٍ مـن ربــع صــبـوتــنـا 

لا بــد مــن سَـحَـــرٍ ثـــانٍ يـــواتـيـنــا 
كــنا نــقــول إذا مـــا فــاتــنــا سَـحَرٌ 

ومــن أصــيلٍ عــلى مـــهـــلٍ يـحيينا 
لا بــد من مــطــلـعٍ للشمس يُفرحنا 

تـقـومُ مـن بـعـده عـجـلـى نـــواعــينا 
واليـــوم نــرقــبُ في أســـحارنا أجلاً 
..ولا خــاتـلٌ فــيـها يــداجــــينا 

 



الجواهري

هي النفـس تأبى أن تذل وتقهــــــرا ترى الموت من صبر على الضم أيسرا

وتختـــــــار محموداً من الذكر خالداً على العيــــش مذمــــوم المـغبة منكرا

مشى ابن (علي) مشية الليث مخدرا تحدثه في الغاب الذئـــــاب فأصـــــحرا

ومــــا كان كالمــــعطي قياداً محاولاً على حيـــــن عض القيـــد أن يتحــررا

ولكن أنوفاً أبصــــــر الذل فانــــثنى لأذيالــــــه عن أن تُـــــلاث مشــــــمرا

تسامى سمو النجـــم يأبى لنفســـــه على رغبة الأدنيـــــــن أن تتحـــــــدرا

وقد حلفت بيض الظبـــــا أن تنوشه وســـــمر القنــــــا الخطى أن تتكســـرا



الرصافي


لقيتها ليتني ما كنت ألقاها

تمشي وقد أثقل الإملاق ممشاها

أثوابها رثة والرجل حافية

والدمع تذرفه في الخد عينها

بكت من الفقر فحمرت مدامعها

واصفر كالورس من جوع محّياها

مات الذي كان يحميها ويسعدها

فالدهر من بعده بالفقر أشقاها

الموت أفجعها والفقر أوجعها

والهم أنحلها والغم أضنـــــاها

فمنظر الحزن مشهود بمنظرها

والبؤس مرآه مقرون بمرآها

كرّ الجديدين قد أبلى عبائتها

فا نشق أسفلها وانشق أعلاها

ومزق الدهر ويل الدهر مئزرها

حتى بدا من شقوق الثوب جنباها

تمشي بأطمارها والبرد يلسعها

كأنه عقرب شالت زباناهــــا

حتى غدا جسمها بالبرد مرتجفاً

كالغصن في الريح وصطكت ثناياها

تمشي وتحمل بالسرى وليدتها

حملا على الصدر مدعوماً بيمناها

ما أنس لا أنس أني كنت أسمعها

تشكو إلى ربها أوصاب دنياها

تقول يارب لا تنر ك بلا لبن

هذي الرضيعة ورحمني وإياها

يارب ! ما حيلتي فيها وقد ذبلت

كزهرة الروض فقد الغيث أظماها



الرصافي

أقول لصاحبي والشمس تدنو

لتغرب حيث تغشاها الغواشي

ترى مصفرة وبها أرتجاف

كعاشقة تململ فـــــي الفراش

وقد لاحت مبرقعة المـــحيا

من الغيم الرقيق بثوب شاش

ولاحت كالسراج لنا فطافت

بها قطع السحائب كالفراش

أنتظر في الأصيل إلى غيوم

بأقصى الأفق مذهبة الحواشي

فإن الشمس قد نضحت ذراها

من النور الرقيق بكالرشاش

فآونـــــــة تفرق بانـبـساط

وآونة تجمع بانكـــــــماش

بدت ألوانها في العين شتى

ترد أخا الفتور إلى انتعاش

وقد نثر الضياء بها نثارا

يحاكي الوشي في طرر الرياش

فمن قطع قد انتثرت صغارا

فكانت كالعهون لدى انتفاش

ومن قطع قد اجتمعت كبارا

فكانت كالقطيع من المواشي

وذروة جونها لما استنارت

حكت تاجا على رأس النجاشي

ورب سحابة دكناء قامت

لخدمته كما قام الطـــــواشي

ألا أن الطبيعة ذات حسن

يجل عن التغاضي والتعاشي

فتلك حبيبة لا بــــــد منها

وإن عذل الرقيب ولام واش

تمل جمالها وأنظر إليها

وإلا عشت في صدأ المعاش